أنا لست محللاً اقتصاديا وليس لي رؤية ثاقبة في السوق و أترك هذا لفطاحله علم الاقتصاد و خبراء الاستثمار. إلا أنني أحاول ملاحظة التغييرات التي تحدث للمجتمع بسب الأسهم و أتحدث هنا عن التغييرات الاجتماعية و النفسية و ليس الاقتصادية.
عند تطبيق قرار معين من شركة السوق المالية السعودية (تداول) و ذلك للقيام بتطوير السوق، نلاحظ فوراً الهبوط الحاد في الأسهم بغض النظر عن هذا التغيير سواء كان إيجابي أم سلبي. نفس الشيء يحدث عند حصول أي تغيير إقليمي أو عالمي، سواء اقتصاديا أم سياسياً. سبب الهبوط بالعادة يكون خوف المستثمر من أي "تغيير" على الرغم من أن أغلب المحللين في العادة يستغربون من هذا الهبوط ففي فترة معينة أرتفع سعر البترول و هو الدخل السعودي الأساسي إلا أن اضطراب السوق العالمي زعزع ثقة المستثمر في السوق السعودي مما أدى للهبوط و لحصول المزيد من الخسائر. فكأن السوق نبتة نمت للتو لنشأتها تتأثر بأي عامل خارجي أو داخلي سواء هواء أو رشة ماء أو حيوان أو دهس من المارة. هذه النبتة بحاجة لمن يرعاها بمزاج و أفضل راعي لها هو المضارب السعودي.
فعلى سبيل المثال قرار "وحدة تغيير السهم" هو حسب رأي أغلب المحللين إيجابي إلا أن الأثر السلبي الناتج بالهبوط الحاد في المؤشر ليس له أي مبرر.و عند الرجوع للسبب فنجد أن المحللين لا يستطيعوا تفسير هذا الهبوط الحاد بالأسهم إلا للعودة "للعامل النفسي".فعلى سبيل المثال المحلل مازن بغدادي قال: ""تاريخاً سوق الأسهم السعودية تنخفض مع بدء تطبيق كل قرار جديد تصدره الجهات المشرفة على السوق، هذا التأثير السلبي "مؤقت" وسرعان ما سيزول مع تعود المتعاملين على النظام الجديد". مثال آخر لحدث قريب هو "الاثنين الأسود" بتاريخ 16 سبتمبر 2008 ، كما يسميه المحللين الذي تبع إفلاس بنك ليمان بروذرز في أمريكا و الذي قد لا يكون له أي علاقة بسوق الأسهم السعودية ، إلا أن الإفلاس هذا أدى لفوضى بالسوق السعودية و هو ردة فعل نفسية مبالغ فيها كما يقول المراقبون و المحللون.
فهل سيستمر هذا العامل النفسي؟ و هل سيتأثر السوق كلما أفلست شركة أو بنك في أي بقعة في العالم؟ في رأيي أن الأسهم علمت المجتمع سابقاً دروساً في عدم التهور و الانسياق وراء السوق بمبالغ ضخمة عشوائياً، ستعلمه مرة أخرى في تجنب الحرص الزائد و العودة للمخاطرة و لكن بشكل معتدل. فالأسهم بالرغم من بعض تأثيراتها السلبية على جيوبنا إلا أن لها إيجابيات في الحرص على الموازنة في الأمور فنحن في النهاية كما يقول سبحانه و تعالى (أمة وسطاً) و هو ما يميزنا عن باقي الأمم.
ألخص المقال في أن رأيي أن المرحلة المقبلة هي مرحلة "وعي" المستثمر بالموازنة بالإستثمار فلا تفريط و عشوائية و لا حرص زائد في الإستثمار. و أن المرحة التي تليها بإذن الله هي مرحلة إنهاء السيطرة التامة للـ"هوامير" في السوق وذلك من خلال وعي الأغلبية (المستثمر ذو الدخل المتوسط)
إبراهيم أبونادي
هناك 3 تعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل المحللين يقولون أن السوق للإستثمارومانراه هو محرقة الاستثمار فكيف استثمر في شركة سهمها بمبلغ 60 ريال مثلاً ويصبح 15ريال بتصحيح المؤشر ولمصلحة من ولكن للأسف إن الصناديق السيادية التي تملكها الدولة والتي متمثلة في ( صندوق الاستثمارات العامة وصندوق معاشات التقاعد وصندوق التأمينات الإجتماعية ) من المفترض أنها تحمي الاقتصاد الوطني وتحمي أموال المواطن ولكن للأسف هي التي تحرق أموال المواطنين وتتلاعب بالمؤشر بمباركة من هيئة السوق المالية واتضح ذلك بعد معرفة نسبة التملك في كل شركة وهم هوامير السوق وكذلك بيع من يملكون الشركات الأهلية بعد بيعها على المواطنين بعلاوة اصدار ثم انسحبوا منها بعد تكبيد المواطن حلاوة الاصدار وقيمة الشركة 00 فكيف لا يتأثر نفسياً واجتماعياً واقتصادياً ولكن نقول ونردد الآية ( فإن تولوا فقل حسبي الله لاإله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم )00
اشكرك على إثراء المنتدى بمثل هذه المواضيع
واحب ان اشاركك في مداخلة بسيطة فأقول :
العامل النفسي له أثره بكل تأكيد.
والأمر الأخر ايضاً ، ان أكثر ممن يسمون بالهوامير لهم نشاطات مالية دولية وهذه النشاطات تتأثر عادة بالعوامل العالمية سلبا او إيجابا وهذا يؤثر على السيولة المالية لتعاملاتهم في سوق الاسهم السعودية .
فعلى سبيل المثال الهامور Kasdhm له اسهم في بنك X العالمي ثم خسر او نزل سهمهم فإنه في هذا الحالة سوف يضطر إلى تصريف اسهمه في السوق السعودي لكي يعوض خسارته لأنه يريد سيولة مالية . وهذا يزيد وبلاشك العرض (عرض بيع الاسهم ) وعادة في المقابل يقل الطلب( على شراء الاسهم) .مما يؤدي في النهاية إلى حدوث إضطراب في السوق السعودية .
طبعا،وجهة نظر
( هامور سابقاً ). ..
تقبل تحياتي ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,,,,,,,,,,,,,,
أخي/ إبراهيم
شكرا لك على طرحك لهذا الموضوع القيم, كما وضح أخي Kasdhm أن العامل النفسي يؤثر على أتجاه أسعار الاسهم أيجابيا أو سلبيا. غير أنه توجد عوامل أخرى تؤثر على أسعار الاسهم و منها على سبيل المثال التضخم لقد قرأت في تقرير الاقتصادي الصادر من مؤسسة النقد على أن نسبة التضخم وصلت إلي 11% تقريبا في نهاية الربع الثاني من العام الجاري و مع هذا العامل المهم فأنه يساهم أن يسود اعتقاد بين المتعاملين بأن زيادة التضخم قد تدفع بالبنك المركزي للحد من عرض النقود, مما يترتب عليه إنخفاض في التدفقات النقدية و إنخفاض أسعار الاسهم بالتبعية. بالاضافة إلي ذلك يتوقع التقرير الاقتصادي أن يزيد معدل التضخم في الربع الثالث للعام الجاري.
مع خالص تحياتي و تقديري,,,,,,,,,,
إرسال تعليق