20‏/12‏/2008

من حرك جبنتي؟

رؤية تلخيصية و ناقدة للكتاب
واحد من امتع و اخف الكتب هضماً و أكثرها بساطة ، فقد أنهيت الكتاب في خلال ساعة فقط. في رأيي أن سر نجاح الكتاب هو بساطته و متعته في القراءة فمن لايحب القراءة بتاتاً سيجد هذا الكتاب مفيداً جداً في الحياة الواقعية بالرغم من أنه قصصي الطرح.



مؤلف الكتاب سبينسر جونسن هو طبيب نفسي و مختص في علم الإدارة و القيادة، و له عدة كتب لاقت نجاحات كثيرة في مجال الإدارة و التغيير و منها هذا الكتاب. مايختلف به أسلوب هذا الكاتب عن غيره و قد يكون سر نجاحه هو أستخدام أبسط التعبيرات و التوضيحات في أفكاره. إلا أن من أوجه الإتنتقاد عليه هو أن أسلوبه و بالرغم أنه ناجح فقد يميل إلى أسلوب تعليم الأطفال و ليس الكبار.
قد نذكر هنا أن بالرغم من طفولية هذا الأسلوب، فالعديد من الشركات و المؤسسات تبنت أفكار المؤلف في هذا الكتاب و حتى أن بعض الشركات أصبحت تسمي بعض موظفي الشركة بأسماء الشخصيات الموجودة في القصة. أتحدث بالطبع عن الشركات الأمريكية فلم أسمع بشركة أو مؤسسة عربية طبقت القصة بهذه الطريقة و مما لاشك به أن الكثير ممن قرأوا كتابه في عالمنا العربي أستفادوا منه بشكل أو بآخر.
يحكي الكتاب قصه خيالية لفأرين و قزمين في داخل متاهة كبيرة فيها محطات جبنة يستفيد منها من يجدها أولاً. المنافسة بين القزمين و الفأرين حيث أن القزمين يتفوقان بذكائهما على الفئران التي يحركها الغريزة البدائية. بالطبع للقصة تمثيل واقعي حيث أن القزمين "هيم" و "هيو" و الفأرين "سنف" و "سكاري" شخصيات تمثل أجزاء من العقل البشري الواقعية.
سنف: شخصية الذي يستوعب حدوث التغيير في حياته مبكراً.
سكاري: شخصية الذي يتوجه نحو العمل و التنفيذ.
هيم: الشخص الذي يرفض و يهاب التغيير.
هيو: الشخص الذي يتعلم كيف يتكيف مع الظروف.
المتاهة: تمثل صعوبات الحياة سواء من مشاكل عائلية أو وظيفية أو نفسية أو... إلخ.
محطات الجبن : تمثل نجاحات الحياة و الأشياء الجميلة فيها سواء عائلة أو وظيفة أو رحلة أو منصب ... إلخ. فالجبن بالقصة هو مصدر السعادة.
باختصار ينجح القزمين في البداية بذكاهم بالوصول إلى محطة جبنة عملاقة قبل الفئران إلا أنهم يتعلقوا بهذا المكان و يتنهي عليهم الجبن في المحطة و بسبب تعلق القزمين بهذه المحطة يتوقفوا فيها و لا يتحركوا للأمام للبحث داخل المتاهة لعدم رغبتهم في التعب مرة أخرى للبحث. بينما كانت طريقة الفئران بسيطة إلا أنها كانت توصلهم للهدف و عند الإنتهاء من الجبن يتم التحرك إلى هدف جديد.
يحكي الدكتور سبنسر الصراع النفسي الذي يواجهه القزمين "هيم" و "هيو" و الإحباط الذي يواجهم بسبب إنتهاء المحطة من متع الحياة بالنسبة لهم وهو الجبن. و بدل التحرك و الدخول في المتاهة مرة أخرى يبدأ القزمين في التساؤل و التحقيق عن "من الذي حرك قطعة الجبن؟".
يستمر صراعهم يوماً بيوم و مع تراكم الأيام يزداد إحباط القزمين و جوعهم. إلا أن بعد طول المدة يبدأ "هيو" بإستيعاب أن الجلوس و عدم المضي نحو البحث عن هدف جديد هو عين الخطأ. بعد بدأ التحرك نحو هدف جديد صار "هيو" يتذكر أخطاءه و ماذا تعلم من هذه التجربة و يكتب ماتوصل إليه على جدران المتاهة لعل زميله "هيم" يستجمع قواه و يتحرك نحو محطة جديدة بدلاً من تضيع الوقت بالحسرة و ندب الحظ و يقرأ ماكتب له على الجدران.
في النهاية يجد "هيو" محطة جبن جديدة و يشعر ببالغ السعادة لأنه تحرك من مكانه و عاد ليواجه الصعاب مرة أخرى و أكتشف أن التحدي و مواجهة الصعاب هي سر المتعة و ليست الجبن بذاتها. يلحق "هيم" بزميله ليجده قد سبقه في محطة الجبن الجديدة شاكراً له على ماترك من ملاحظات تشجيعية في الجدران.
هنا تنتهي القصة ، إلا أن أهم عناصر الكتاب المتعلقة بكيفية التعامل مع التغيير لخصها المؤلف في ماكتبه "هيو" على الجدران و هو كالآتي :
· توقع التغيير فهو قادم لامحالة.
· خطط لمواجهته و ارسم احتمالياته.
· تكيف مع التغيير
· إستمتع بالتغيير.
· إستعد لأن تواجه التغيير مراراً و تكراراً .
· كل ماكانت متع الحياة أهم لك كل ماتمسكت بها.
· إن لم تواجه التغيير و تتكيف معه فستتعرض لفشل.
· إسأل نفسك دائماً ماذا ستفعل إن لم تكن خائفاً؟
· إستخدم طرق مختلفة و جديدة عندما لاتفلح الطرق القديمة في الوصول إلى هدفك.
· تخيل نفسك تستمتع بالجبنة (أهدافك في الحياة) قبل أن تقدم فعلياً للوصول إليها.
· كل مابحثت عن أهداف جديدة في الحياة كل ماحققت أكثر في أقصر مدة.
· من الأفضل مواجهة الصعاب على التحسر على الماضي.
· القناعات القديمة السلبية لن تؤدي بك للوصول إلى مبتغاك.
· ملاحظة التغييرات البسيطة مبكراً يساعد على التكيف مع التغييرات الكبيرة لاحقاً.
· أقرأ ماعلى الجدار .. أو وثق أفكارك و نجاحاتك.
أستطراد سريع ،، فأود أن أذكر و أؤكد على نقطة مهمة ذكرها المؤلف فمتعة الحياة بعد عبادة الله هي بالتحدي و مواجهة الصعاب فعلى سبيل المثال أذكر تجربة الغربة بالنسبة لي خصوصاً في أول أيام غربتي في برزبن فالبرغم من الصعوبات التي كنت أواجهها خصوصاً لعدم وجود معين غير المعين وحده لا إله إلا هو ، إلا أنني كنت أشعر بفخر و متعة عند تجاوز أي عقبة و الحقيقة عندما أتذكر تجربتي هذه أضحك كثيراً على الأخطاء التي أرتكبتها و التي تعلمت منها.
عودة مرة أخرى للكتاب ،، طرح الكتاب سهل و بسيط و يلخص فكرة أن التكيف هو الذي قاد البشرية لإكمال مشوارها بعكس المخلوقات الأخرى التي لم تستطع التكيف. و الخطوات التي تم وضعها مهمة في الحياة الواقعية ، فالكثير من الناس يرفض قكرة التغيير و الكثير من الدراسات و النظريات تؤكد هذا. فهل يصح القول بأن أسرع البشر في التكيف أكثرهم نجاحا؟

هناك 9 تعليقات:

Mohammed K. Abunadi يقول...

السلام عليكم
والله ياخي صراحة كلام جميل وملخص أجمل لكتاب رائع يهدف إلى التطوير عن طريقة سرد جميلة جدا بتمثل الأشخاص إلى شخصيات خيالية بصفات بشر.
وطبعا مواجهة المصاعب في الحياة تعلم الشخص تفادي الصعاب المشابهه لها والتعلم من أخطائه فالمبادرة أدخلت عكاشة الجنة

ومرة أخرى أشكرك يا أخي على الطرح الجميل

Ibrahim Abu Nadi يقول...

حياك الله أخي محمد الحقيقة يشرفني و يسعدني أن أجد من يقرأ لي و يهمني الحقيقة أكثر أن أجد من يستفيد مما أسطر.

Ibrahim Abu Nadi يقول...

أعجبتني مقولة لألبرت آنشتين تنطبق على مؤلف الكتاب سبنسر جونسن
"يستطيع أي أحمقٍ جعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد، لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك."

Unknown يقول...

أتذكر يا إبراهيم نصحك لي لأكثر من مرة لقراءة هذا الكتاب , مع الأسف لم أسمع نصيحتك إلا أنه مع التلخيص إستمتعت كثيراً بالقراءة , فكيف بالكتاب كاملاً ؟!

أبدعت يا إبراهيم بالتلخيص , و من أهم النقاط أعتقد هي التكيف مع الوضع و التغيير الذي قمت به و محاولت و الأستفادة منه على قدر الإمكان لأنه دوام الحال من المحال

أستمتعت كثيراً بالقراءة , سلمت يداك

منصور أبونادي

Ibrahim Abu Nadi يقول...

حياك الله اخوي منصور ، أتوقع الكتاب مهم خصوصاً لك لأن الآن في مرحة السفر من مكان لآخر و هذا يحتاج التكيف و بسبب المتغيرات الكثيرة حولك و أولها التغير الكبير في الوقت

غير معرف يقول...

الله يعطيك العافيه أخي الكريم على وجود الموقع هذا ومجهودك المفيد والرائع

أختك .. رباب

^^

Ibrahim Abu Nadi يقول...

و يعطيكي العافية أختي رباب
يشرفني مرورك ، و أنتمنى أنك تتابعي معنا المشوار.

وردة الخلود يقول...

تقول : التطور و التعلم من أولوياتي في الحياة , الحياة ليس لها طعم إن لم يكن فيها مغامرة و المغامرة في رأيي هي أساس التعلم. و لهذا فبعد حصولي ولله الحمد على بكلوريوس علوم الحاسب من جامعة الأمير سلطان بمرتبة الشرف الثالثة لم أتوقف هنا بل أكملت تعليمي في أستراليا في جامعة جريفيث تخصص ماجستير نظم معلومات و أنهيته بمرتبة الشرف الأولى و حالياً أعكف على دراسة الدكتوراة بنفس الجامعة تخصص حكومة إلكترونية
-------
اعجب كيف وافقت فلسفتك و تخصصك فلسفتي وتخصصي تماما !!
فمقولتك التي ابتدأت بها هي نفسها المقولة التي دائما ارددها دائما لكل من التقي به .
تخصصي هو علوم حاسب من جامعة الملك عبدالعزيز
واتمنى من كل قلبي أن ادرس بالخارج
لكن ما بيدي حيلة ...
شرف كبير لي أن اتعرف عليك من خلال مدونتك هذه في ظل بحثي عن حكاية ( من حرك جبنتي )
سأقوم بتحميلها من ثم لي عودة لإضافة تعليق عليها

Ibrahim Abu Nadi يقول...

أهلا وسهلاً بكي اختي الكريمة و أسأل الله ان يوفقك في مبتغاكي في الدراسات العليا