23‏/03‏/2010

أسلوب النقد ، مقارنة بين المجتمع الأسترالي و السعودي

بسم الله الرحمن الرحيم

يتعرض الإنسان في مسيرة حياته للعديد من الإنتقادات ممن هم حوله خلال حياته المهنية و الشخصية و حتى العائلية ،، فالبعض ينتقد للإصلاح و الآخر لمجرد التشفي و الإنتقاد و الحكيم من يعلم كيف يفرق بين هذه و تلك. فمن يبحث عن الخير لنفسه و من حوله من المجتمع سيجد و سيبحث عن طريقة لمحاولة النصيحة أو الإنتقاد بشتى الطرق حتى يصل إلى الهدف المنشود. ولربما سأسوق هنا مقارنة فيما أراه من وعي المجتمع و حسه الإنتقادي في المحيط الأسترالي و السعودي.

فمن أهم الأسس الأكاديمية و التي يتم تعليمها للطلاب في الجامعات الأسترالية و من أول يوم هو طريقة التفكير النقدي أو
Critical Thinking

فليست كل معلومة ترد علينا من مصادرها صحيحة و ليست كل المعلومات خاطئة ،، هذا الإحساس الأكاديمي و المهني في الإنتقاد قد يتعلمه أحدنا في الجامعة و قد يتعلمه آخر في مدرسة الحياة. و هذا رابط لبعض أسس التفكير النقدي لمن أراد الإستزادة.(باللغة الإنجليزية و أعتذر لعدم بحثي عن رابط باللغة العربية)

هذا الأسلوب في التعليم يضع المجتمع و يربيه على أسس مهمة تقود الأمة للأفضل ، وقد أضرب مثال على النقاش الذي حصل البارحة بين رئيس وزراء أستراليا كيفين رود و توني آبت رئيس الحزب اليمني الليبرالي المعارض عن دراسة تطوير النظام الصحي في أستراليا و هذا الرابط لمن أراد الإستزادة (باللغة الإنجليزية و أعتذر لعدم بحثي عن رابط باللغة العربية)

فبغض النظر عن مادار في النقاش ، بحثت الحقيقة عن وجه نظر الشارع الأسترالي و ردة فعله فيما قيل و بالرغم من أن العينة التي أنسب لها ما أتحدث عنه صغيرة حيث أني تحدثت مع 12 استرالياً (منهم من صادفت في المصعد و منهم من قابلته في السوق إلخ..)
إلا أن ماوجدته هو وعي بما يجب و بما مالا يجب ، فغالبية من تحدثت معهم يبحث عن المصداقية و المنطقية فيما يطرح و فيما يقول. و صدف أن أحدهمم تأذى من النظام الحالي الصحي و حدث له موقف سلبي إلا أنه و في نقاشي معه كان يبحث عن الحيادية في رأيه. بالطبع هذا لايعني ملائكية المجتمع و أفضليته إلا أنه في هذه الناحية و حسب ما تبين لي من هذه العينة بشكل أخص و فيما وجدته من تعاملي معه لفترة إبتعاثي يبحث عن مافيه فائدة و يبتعد عن مايسبب الأذى لنفسه و لمن حوله.

و أود أن أقارن لموقف إنتقادي موازي حدث منذ فترة ليست بالبعيدة لملحقنا الثقافي الدكتور علي البشري و الذي تعرض لإنتقادات متعددة في المنتديات و في جريدة الوطن السعودية. و بالرغم من أن الإنتقاد ممكن أن يكون ذو فائدة عالية ليس فقط للمبتعث و المبتعثة بل لتسهيل عمل الملحقية من موظفين و مع المتعاملين مع الملحقية كالطلاب و الجهات الأخرى ، إلا أن الطرح هذه المرة لم يكن موفقاً للأسف هذه المرة . فمن باب الإنصاف وللننظر للإتهام بموضوعية ، فما هي فائدة أن يتم إتهام مسؤول و بالتزوير فيما ليس فيه.

حيث أن وقفة الطلاب و مسؤولي الملحقية و وزارة التعليم العالي أكبر دليل على عدم صحة مايقال من تهم. فهل بحث صاحب الإتهام عن أصل ما قيل أم أنه يبحث عن الإنتقام فقط ،، فأصل ما نشر من وثاق مزورة و يعلم حقيقة تزويرها من نظر بموضوعيه للوثيقة. و قد أشيد هنا بالمجتمع السعودي في أستراليا على وفقته وقفة أنصاف في حق الدكتور علي البشري و ذكره بما يستحقه الحقيقة من الثناء. و أشيد أيضاً بموقف كاتب جريدة الوطن تركي الدخيل في إعتذاره بالمقالة على هذا الرابط و بموقف الكاتب علي الموسى لبحثه عن مصداقية أصل الإشاعة و الإتهام. حيث أن اتهام الدكتور علي البشري المشهود له بالخير في أمر شخصي و ليس فيه لم يكن واضحاً منه إلا التشفي و الإنتقام. و رب ضارة نافعة حيث أن هذه الإشاعة رفعت في حقيقة الأمر من قدر الدكتور علي في نظر ممن هم حوله فلا يُرمى إلا الشجر المثمر.

فلننظر للصورة بشكل أوسع ، فهل إذا تم اتهام الدكتور علي البشري الملحق الثقافي في أستراليا بشخصه و فيما ليس فيه فهل سيعود هذا لنفع الوطن المملكة العربية السعودية بأي شكل من الأشكال؟ لا أعتقد ذلك و لكن ماذا لو بحث من يريد فائدة وطنه و فائدة نفسه عن نقد ماهو متعلق بأمر مهني في أداء الملحقية أو أي مؤسسة مسؤولة و بطريقة إيجابية إيجابية ؟ على سبيل المثال ماذا لو تم تقديم ملاحظات قائمة على الموضوعية عن أداء أي مؤسسة معنية بشؤون المواطن للمسؤول عن هذه المؤسسة. فما هو الأكثر فائدة للوطن و المواطن؟

لاأبحث من هذه الكلمات والله إلا لما فيه النفع للجميع و للنظر بموضوعية في المشكلة و بحث الحل عنها ، و لست مستفيداً أو أبحث عن الفائدة الشخصية للوقوف في صف الملحق الثقافي الدكتور علي البشري.

فالبرغم من أهمية عدم تنزيه المسؤول إلا ان البحث عن الزلات و النقد الشخصي لايعود بالنفع لأحد بل هي سلبية قد تنقلب على صاحبها. فأذكر نفسي و إياكم بالبحث عما فيه نفع للوطن و للنفس و الله أعلم ،،،

هناك 10 تعليقات:

حسن الحازمي يقول...

بوركت اخي ابو آيات

"العقول الصغيرة تتكلم عن الأشخاص

والعقول الكبيرة تتكلم عن الافكار "

نوار العتيبي يقول...

يعطيك الف عافيه اخوي ابراهيم :)

فريد من نوعك كعادتك أيها الرجل والخبير الألكتروني :)

كن بخير .. ولا تقاطع :)

مودتي

نوار العتيبي

Ziyad يقول...

مقال رائع. شكرا لك أبو أيات

Weam Tunsi يقول...

ابو آيات مقال
موضوعي واسقاط ومتابعة رائعة
لك مني كل التحية

ظافر الجلفان يقول...

بالفعل اخي ابراهيم ، تجربة التعليم في الغرب ليست فقط ما يتعلمه الانسان داخل قاعات المحاضرات فقط ، انهامدرسة حياة شاملة محظوظ من فهمها وطبقها واضاف ما فيها من قيم جيدة على مالدية من قيم اسلامية واصالة عربية، لا انسى في هذا المقام ان اربط بين هذا المقال الرائع ومقال الزميل حسن الحازمي في "مدرسة الحياة"بعنوان " ايها المبتعث بماذا انت عائد" كلاهما يسيران في نفس السياق. تحياتي لكما ويبدو ان القولدوست مغرية للحياة بوجود هذه العقول وهذه الاقلام الجيدة.
تحياتي للجميع
ظافر الجلفان

Ibrahim Abu Nadi يقول...

الأخوان الكرام جميعاً شرفتم مدونتي
امر بشكل سريع على بعض الردود

حسن الحازمي :
"العقول الصغيرة تتكلم عن الأشخاص

والعقول الكبيرة تتكلم عن الافكار "

و لهذا انت ذو عقل كبير ابوالمعتصم

ظافر الجلفان:
استاذي الفاضل ابوعبدالله تشرفت بمرورك و حياك الله بين اهلك في القولد كوست في اي وقت

Ibrahim Abu Nadi يقول...

اخي نوار ، ابوطارق ، ابوراما
أشكر لكم مروركم و تشرفت المدونة بكم

Ibrahim Abu Nadi يقول...

أنصح بقراءة هذا الكتاب الرائع

http://dorar.net/art/450

منصور أبونادي يقول...

سلمت أناملك أبا آيات
فعلاً أسلوب النقد يختلف من شخص إلى آخر و لكن الإختلاف الفعلي هو في مضمون النقد, و لو أننا إعتمدنا على الأمانة في نقدنا لما رئينا كتابنا ينتقدون و يعتذرون بعدها بفترة قصيرة ..
و قد قال تعالى في كتابة الكريم :" يأيها الذين آمنوا إن جآءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين "
لك جزيل الشكر اخي إبراهيم أبدعت كعادتك و أتمنى منك الإستمرار ..

أخوك : منصور أبونادي

Ibrahim Abu Nadi يقول...

اشكرك اخي منصور على ردك
و بالفعل هي صفات إيجابية تحلى بها الغرب و تخلينا عنها فالكل معرض للنقد ولكن النقد نفسه يجب ان يخضع لقواعد عامة يعرفها المجتمع