14‏/05‏/2010

مطلوب و بشكل عاجل : صانع تغيير

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله

صانع التغيير أقبل فالعالم اليوم متهيأ لك ، حلق خارج السرب و أبدع فستجد المجتمع متقبلاً لك أكثر من أي وقت مضى. أختصر في هذه التدوينة بعض المقالات و الكتب و المحاضرات التي هضمتها في عقلي و أضيف عليها لمستي الخاصة . من المهم أن أنوه أن أغلب مصادري إن لم يكن كلها باللغة الإنجليزية.


أحب أن أضيف معلومة "للمتجوجلين" أو الباحثين في الإنترنت بإستخدام جووجل (و من يستخدم غيره؟!) أن مصطلح صانع التغيير قد يكون ضعيفاً جداً باللغة العربية و٫ذلك حسب علمي المحدود، أما بالنسبة للغة الإنجليزية فصانع التغيير يأتي من ادارة الأعمال بكلمة "Entrepreneurs" و الترجمة لهذا المصطلح باللغة العربية هو العصامي أو مؤسس الشركة. إلا أنني أفضل المصطلح الحديث "Change Maker" أما غالب الكتب قبل عشر سنوات تقريباً تستخدم كلمة "Change Agent". لذا سأركز على كلمة صانع التغيير بما فيها من معنى حتى لا تكون هذه هذه التدوينة محدودة بعالم الأعمال.


بالرغم من النشاط و التطورات غير المسبوقة في عالم تقنية المعلومات ، إلا أن التغييرات الحقيقية هي التغييرات الإجتماعية. حيث أن التقنية ارتبطت ارتباطاً مباشراً بالتغييرات الإجتماعية فأثر الإنترنت على العالم لا يخفى على أحد و اليوم بدأ أثر الشبكات الإجتماعية على الإنترنت يأخذ حيزه في التأثير و التغيير في المجتمعات. غالبية هذه الشبكات الإجتماعية تستخدم ويب ٢.٠ أو النسخة المتطورة من الإنترنت و يشمل هذا مواقع الفيسبوك (Facebook)، التويتر (Twitter) ، الديجر (Digger) ، اليوتيوب (Youtube) ، المدونات (Blogs) ، الويكيبيديا (Wikipedia).



حتى نبين أهمية هذه التقنية أذكر استطراداً شركة أصبحت رائدة في مجالها بل أحتلت مكاناً عالمياً وهي الـ( eBay) و ذلك لتوفيرها بيئة إلكترونية يكون فيها البائع و المشتري هو الزبون. بل إن حكومات العالم بدأت في استخدام أدوات الشبكات الإجتماعية و بالإضافة إلى تطوير مواقع الحكومة الإلكترونية بأسلوب تفاعلي مع المجتمع و أنا متابع للحكومة الإكترونية الأسترالية و التجربة القائمة بإستخدام هذه الخدمات. حيث أنني حضرت مؤتمر CeBit للحكومة الإلكترونية في سيدني و كان كامل التركيز و الحديث عن كيف استفادت حكومات العالم من هذه الأدوات و كيف يتم تطوير الخدمات بشكل بشكل أفضل بإستخدام ويب ٢.٠ على الإنترنت. على العموم ليس هذا موضوعنا.

أود أن أركز على التغييرات الإجتماعية ، فأصبح المواطن ، الزبون ، المستخدم ، البائع ، الموظف أو الشخص العادي صوته مسموع و أصبح هو محور الإهتمام للحكومات ، التجار و الشركات. هذه التغييرات لم تأتي من عبث فوجود موقع على الإنترنت يستطيع المستخدم من خلالها تقييم الخدمات و المنتجات و حتى الحديث و مشاركة التجارب يضع العديد من الشركات تحت الحرج من الوقوع في الخطأ و عمل ألف حساب للشخص العادي ، لأن هذا يعني "الفضيحة" و الهبوط بسهم الشركة (أقصد هنا سهم "السمعة" و ربما حتى سهم الشركة في الأسواق المالية) في الحضيض ، خصوصاً عندما تكون الفضيحة "بجلاجل". و أذكر أن شركة ديل Dell و التي عرف عنها سرعة إنتاج أجهزة الابتوب المحمولة و رخص سعرها في ٢٠٠٦ عندما قامت بإستبدال ٤ مليون بطارية لابتوب مجاناً بناءاً على مجموعة شكاوى على الإنترنت. بل إن العديد من المنظمات يتم إدارتها برأي الشخص العادي و ذلك من خلال استطلاعات الرأي مثلاً.


اللامركزية اصبحت حتمية بل واقع في عدد كبير من المنظمات التي وعت هذا الواقع الجديد و اكبر دليل على ذلك مااحدثه الفيسبوك و البلوجز و اليوتيوب و الويكيبيديا و غيرها من الوسائل و التقنيات و الادوات التي تستخدمها المنظمات و التي يأتي نشاطها اعتماداً على "صانع التغيير". حسناً عندما أصبحت القوة الإعلامية بيد كثير من العامة ، أصبح التغيير أيضاً كبيراً و سريعا و على نطاق واسع و لم يعد التغيير محدوداً ، كما كان في السابق على فئة معينة. هنا بدأت تتشكل كلمة القيادي الإجتماعي Social Entrepreneur و هو مصطلح لم يكن موجوداً في السابق و في حال عدم وجود المصطلح يعني ان هناك خللاً ما في تبلور المفهوم ، إلا انه استُحدث في السنوات القريبة (حتى و إن كان أصل الكلمة جاء العالم الإقتصادي ريتشارد كانتيلون في عام ١٧٥٥). و في عالم متغير أصلاً أصبح هناك احتياج رهيب لصانع التغيير وأحب أن أذكر مقولة للبروفيسور مايكل هارفي في أحد المحاضرات مع النادي قوله أن معظم الشركات الرائدة تقوم بتوظيف أناس عندهم القدرة السريعة على اتخاذ القرارات الحكيمة و السريعة في أعلى المناصب حتى و إن كان في هذه القرارات خطورة عالية و قد يكون هذا تعريفاً مبسطاً لنوع آخر من صناع التغيير و هو صانع التغيير التجاري.


إذن ماتعريف صانع التغيير الإجتماعي؟ هو الشخص الذي يستخدم أو يستحدث قدراته القيادية مع أدوات التغيير وذلك لتغيير مشكلة إجتماعية و يتم ذلك من خلال إيجاد تغيير إجتماعي يقوم هو بإدارته و تنظيمه. وقد يتعرض صانع التغيير لأنواع من المعارضة و حتى في أسوأ الحالات للتهديد من قبل مجموعة تم تسميتهم من قبل صاحب نظرية "إنتشار الإختراعات" إيفيريت روجرز ، بالاجاردز (Laggards) أو أسوأ المعارضين للتغيير. صانع التغيير يستخدم مهاراته القيادية كمهارات التخطيط و قدرته على تأسيس و إدارة المجموعات بالإضافة إلى قدراته على حل المشكلات و إيجاده للحلول و الأفكار الإبداعية و حصيلته الثقافية و العلمية وقد لاتكون هذه المهارات أو القدرات لدى صانع التغيير فيسعى لتعلمها و إتقانها. أما بالنسبة لأدوات التغيير فمنها المنبر و منها القلم و منها أدوات التغيير على الإنترنت كاليوتيوب و البلوجز بشكل خاص. و لكن في نفس الوقت هناك من استطاع استحداث قنوات و أدوات للتغيير لم تكن موجود و طبق المثل القائل إن لم تكن يكن هناك طريق أوجِد واحداً!.


مثال رائع لصانع التغيير هو بروفيسور الإقتصاد المسلم د.محمد يونس و الحائز على جائزة نوبل للسلام في عام ٢٠٠٦ و الذي قدم فكرة الإعانات المصغرة أو الديون المصغرة (MicroCredit) و التي تم دعم فيها صناع التغيير أو مؤسسي الشركات في الدول الفقيرة . إلا أن محمد يونس لم يكن وحيداً فقد وعى المجتمع فكرته وشاركه همه و أسس بذلك بنك جرامين و الذي استطاع من خلاله أن يصل إلى تنفيذ هذه الفكرة و التغيير في المجتمعات الفقيرة للأفضل و بشكل أخص المجتمع البنجلاديشي. مثال آخر هو عند حصول الأمطار الشديدة في الرياض في السعودية استخدم الكثير خدمة البلاك بيري و ذلك للإشارة إلى الأمكان التي قد يكون منها خطر و نشر معلومات كان منها أن تم تجنب بإذن الله بعض الحوادث المريعة. من الأمثلة على صناع التغيير في مجتمعاتنا العربية الدكتور طارق السويدان ، عمر خالد و غيرهم الكثير ممكن أحدث تغييرات عجيبة في المجتمعات العربية.


حسناً الحديث يطول ولكن اختصاراً أود أن أذكر أنه من المهم جداً التنويه إلى أن العديد من المنظمات و الشركات العالمية بل وحتى الحكومات وعت أهمية الشراكة مع المجتمع لتحقيق الأهداف بقوة و بسرعة و أختم بهذه المعادلة و التي أحاول أن أقود هذه المقالة إلى فائدة مختصرة :

المنظمات + المجتمعات + صناع التغيير = نتيجة لايمكن تنفيذها بغير اعتماد كل منهما على الآخر

هناك 8 تعليقات:

Unknown يقول...

بقول الله تعالى :{َيرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة.
الحرص على طلب العلم هدف سامي , والأهم منه النية في كونه هدفا لنفع امة الإسلام بشكل ايجابي , ليس من المهم الكم المهم الكيف وهو ماتحدثت عنه يابراهيم[كيفية صناعة التغيير], كم من عمل صغير تكبره النية ,وكم من عمل كبير تصغره النية , رفعك الله بطاعتك وعملك الصالح في درجات الجنان .

dakeelallh يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكبرصناع التغيير في البشرية هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث استطاع إخراج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام ولا ننسى الدعوات الإسلامية الأخرى التي تلت ذلك مثل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب حين انتشر الجهل والشرك بين الناس 0هذا من الناحية الاسلامية أما من الناحية الصناعية في هذا البلدنجد صناعةسيارة غزال (1)تغيير إلى مسار جديد وما وجود أولادنا في الخارج للدراسة إلا للتغيير من الحسن إلى الأحسن وإن شاء الله سوف تكون هناك تغيرات كثيرة في الأمة الاسلامية بفعل تغير عقول شبابها والله الموفق

خالد الرحالي يقول...

رائعة مدونتك أخ براهيم نفع الله بكم

Ibrahim Abu Nadi يقول...

http://blog.hassanalhazmi.net/2010/06/changing-world-of-academic-research.html

هذه محاضرة مايكل هارفي التي تحدثت عنها مع الشكر لحسن جعبور

احمد الزهراني يقول...

مبدع أبا آيات كعادتك ,,,,, وفقك الله وأنار بالعلم طريق حياتك .

Ibrahim Abu Nadi يقول...

manal
جزاكي الله خير اللهم امين و اياكي

dakeelallh
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله حفظك الله ، أكبر صانع للتغير في العالم هو الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم و ذلك بشهادة كبار المفكرين و العلماء. اشكرك على التعليق الرائع و المفصل

خالد الرحالي
الله يخليك ابوعائشة انت الرائع بمرورك انت و ابو راما

احمد الزهراني
الله يحفظك حبيبنا احمد و انار الله طريقك بالعلم و النور

Unknown يقول...

بارك الله فيك ابو ايات وان شاء الله نراك صانع تغيير للأفضل.

ولا تنسى ان الرسل كلهم صناع تغيير وعلى جميع الأصعدة الأجتماعية وغيرها.

Ibrahim Abu Nadi يقول...

شكراً ابولين
هذا الجزء الثاني من المقالة بإذن الله