19‏/07‏/2008

ماذا سيحدث للمعرفة في عصر جووجل؟

ماذا سيحدث للعلم و المعرفة في عصر ثورة الإنترنت الذي أزاح سيادة الورق التاريخية في إحتواء العلم و المعرفة. الإنترنت حولت و ستحول كل ماهو غير رقمي إلى رقمي , من صعب الوصول إلى سهل الوصول , من متوفر لفئة معينة إلى متوفر للعالم أجمع. حجم الإنترنت خلق الحاجة (والحاجة أم الإختراع) لمحركات البحث على الإنترنت و كان أولها أداة للبحث نفذها ألان إمتايج عام 1990 من جامعة ماكجيل في كندا .

و لكن أول محرك بحث رسمي على الإنترنت هو محرك البحث وانديك Wandex و تأتي من كلمة World Wide Web Wanderer أي متجول الشبكة العنكبوتية و قد تم تطويره عن طريق ماثيو جراي في جامعة إم آي تي الأمريكية عام 1993 م . بعدها بدأت محركات البحث في الظهور و الإنتشار مثل محرك البحث ياهوو و alltheweb و نيت سكيب و ماجيلان و دوج بايل إلا أن أي من هؤلاء لم يكتسح محركات البحث و يسيطر عليه وحده كما فعل محرك البحث جووجل.

بدأ ظهور جووجل على الإنترنت عام 1998 عندما قرر طالبي الدكتوراة لاري بيج و سيرجي برين أن يفكروا بتصميم خوارزمية تساعد في إيجاد أفضل النتائج للبحث عن مواقع الإنترنت و كانت البداية بسيطة و لكنها أثبتت نجاحها بسرعة عجيبة ففي عام 2000 ظهر عملاق البحث بشكل رسمي على الإنترنت كأقوى محرك بحث و بفعالية عالية.
إكتساح جووجل لساحة البحث في بحر الإنترنت جعل منها محطة للباحثين و الدارسين و العلماء و متصفحين الإنترنت و السياح و الطلاب و كل من يبحث عن أي معلومة لجعل جووجل الصفحة الرئيسية للبحث حيث أن جووجل أصبح فهرس العالم للإنترنت و المعرفة و بلا منازع.تجددت خدمات جووجل و منها البحث في الكتب و المجلات العلمية و الصور و الخرائط و الفيديو و حتى البحث داخل أجهزة الكمبيوتر.







ماذا تعرف عن طريقة جووجل في البحث Page Rank؟ أقرأ المقال هنا

إكتساح جووجل لساحة البحث في بحر الإنترنت جعل منها محطة للباحثين و الدارسين و العلماء و متصفحين الإنترنت و السياح و الطلاب و كل من يبحث عن أي معلومة لجعل جووجل الصفحة الرئيسية للبحث حيث أن جووجل أصبح فهرس العالم للإنترنت و المعرفة و بلا منازع.تجددت خدمات جووجل و منها البحث في الكتب و المجلات العلمية و الصور و الخرائط و الفيديو و حتى البحث داخل أجهزة الكمبيوتر.






صورة موظف في جووجل يقوم بعمل سكان للكتب لرفعها على الإنترنت


أصبح لمؤسسة جووجل القدرة على تحديد المعلومة و تقنينها و بات تخوف الأكاديميين من هذه الصلاحية في محله. حيث أن بإمكان محرك البحث جووجل تحديد مصدر المعلومة الأولى من خلال ترتيب المواقع التي يتم البحث فيها , مما قد يسبب في تخصيص أول نتيجة بحث كمصدر للمعلومة الأول قبل غيره. هذا قد يؤثر على المستخدم في تلقي أول المصادر التي ينصح بها جووجل كنتيجة للبحث.

تخوف الأكاديميين لايتوقف هنا حيث أن البحوث و التي تعتبر أساس المعرفة في زمننا هذا قد تتأثر بتصنيفات جووجل للمعلومات كمؤسسة ربحية. على سبيل المثال الباحث في مجال "البيئة" , سيعتمد بطريقة أو أخرى على أول المصادر التي ينصح بها جووجل مما يترتب عليه أن تكون نتيجة بحثه بها نكهة جووجل و هي المصادر التي توفرت له من جووجل سكولار google scholar .

قد يعتبر البعض السيناريو هذا مبالغ به إلا أن مايحدث في الغالب قد يمنع أن تظهر جووجل معلومة في محرك بحثها تكون أدق أو أفضل و هذ الأمر في بعض الأحيان ليس متروكاً لحرية الباحث نفسه. مثال آخر ماسمعنا به عن أن جووجل منعت صورة أحد اللاعبين على الإنترنت لغرض سياسي معين أو إعتراض بعض الدول على تسمية جووجل خليج معين باسم ما. حتى أن البعض أصبح يستطيع توقع من الفائز في الإنتخابات الأمريكية من إحصائيات جووجل بأكبر عدد للصفحات التي تم الدخول بها باسم المنتخبين مكاين أو أوباما.

بالرغم من روعة خدمة جووجل و سهولة استخدامها و مجانيتها إلا أن الأمر أجمل من أن يكون حقيقي كماهو -Too Good to be True- من دون أي تبعات مجهولة و نتائج غير محسوبة.هذا النقاش يطرح في ذهني بعض التساؤولات لي و لغيري للبحث المستقبلي و التفكر .. ماهو مصير المعلومة في ظل وجود موجهها جووجل؟ و ماهو مصير جووجل المستقبلي؟ و ماهو أثر جووجل الحالي و المستقبلي على السياسة و الإقتصاد و الدول و الأفراد؟

هناك 5 تعليقات:

حسن الحازمي يقول...

تعرف اخي الحبيب مدى افتتاني بهذا الجوجل

لكن الاشياء التي ذكرتها على درجة عالية من الاثارة والتخويف في نفس الوقت

لفت نضري في المتصفح الجديد والمدعوم من جوجل (فيرفوكس) طريقتهم في الاكمال الالي لكلمات البحث

بطريقة تقود الباحث الى غير ما يريد ودون ان يشعر


لا اشك ان جوجل غير وسيغير مفهوم الانترنت


تحياتي لك

Ibrahim Abu Nadi يقول...

الحرب القائمة بين جووجل و مايكروسوفت واضح أن جووجل هي الفائز فيها على الأقل في مجال تطبيقات الإنترنت و يتبعها الدعم الذي تقدمه جووجل لشركات تنافس منتجات مايكروسوفت مثل الفايرفوكس.

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اتمنى من الإخوة المسلمين الذين لديهم مهارة في الحاسب تصميم برنامج يضاهي جوجل وترجع فائدته لكل مسلم وكل من يستعمله من غير المسلمين ويخدم الإسلام ويرغب فيه 0
أما من ناحية محرك البحث جوجل فهو رائع جداً سهل الحصول على المعلومة لكل من أرادها 0
أما عن سؤالك ( ماذا سيحدث للمعلومة في عصر جوجل ؟) للأسف هناك معلومات اسلامية يتم تحريفها والدخول عليها وتغيير معناها وهذا ماجعل مهمة جوجل كبيرة ومن المفترض يتم عمل برنامج يمنع تحريف الكلمات أو المعنى مما يجعل المعرفة في عصر جوجل محرفة عن معناها الأصلي ويضيف إليها كل من هب ودب وما تحدث به نفسة والله من وراء القصد ( دخيل الله مفوز )

Ibrahim Abu Nadi يقول...

وهذه هي الإنفتاحية في عصر الإنترنت ، إلا أن مالاحظته الحقيقة أن المعلومات المختصة بالأمور الإسلامية ترجع بالعادة إلى مواقع جيدة لاغبار عليها و هذه يعتبر شيء جيد و هذا لأن أغلب الزوار هم لهذه المواقع و هذا من تيسيير الله لهذا الدين والله أعلم

غير معرف يقول...

ما شاء الله على التحليل أخي الكريم ^_^


بالنسبة عن التأثير على صحة المعلومة فصحيح فالكثير منا أصبح يترك أمهات الكتب للتأكد من معلومة ما ويرجع لجووجل أو ويكيبيديا أو غيرها اللتي بها الكثير من التشويش على المعلومات!


..وشكرا