12‏/11‏/2011

من الصلاة نتعلم احترام الزمان و المكان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة و السلام على رسول الله

غيّر الإسلام في الأمم الكثير من الأمور ، فأفلح الناس و نفعوا غيرهم و أصبحوا قدوات للأمم الأخرى.
و تعتبر المساجد من أهم الأماكن التي حدث منها هذا التغيير فنجد أن التعليم كان يبدأ في المسجد و قيم المجتمع التي تربى عليها بدأت في المسجد ، فالمسجد نواة الأمم كما هي العائلة نواة المجتمع و هنا أود أن أركز على تقييم أهمية الوقت أو الحفاظ على الوقت و الحفاظ على النظام .

فالمتأمل لحال المساجد -ولنقل الأقلية-في بعض الدول الإسلامية يجد أن أحترام الوقت قيمة مفقودة بالرغم من التشديد على أهميته، و هو واضح في هذا الأمر في القرآن قال تعالى (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) سورة النساء آية ١٠٣
تفسير الميسر " فإذا أدَّيتم الصلاة، فأديموا ذكر الله في جميع أحوالكم، فإذا زال الخوف فأدُّوا الصلاة كاملة، ولا تفرِّطوا فيها فإنها واجبة في أوقات معلومة في الشرع" ـ تفسير الجلالين "فأقيموا الصلاة» أدُّوها بحقوقها «إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا» مكتوبا مفروضا «موْقوتا» أي مقدرا وقتها فلا تؤخر عنه"
تفسير السعدي "
أي‏:‏ مفروضا في وقته، فدل ذلك على فرضيتها، وأن لها وقتا لا تصح إلا به، وهو هذه الأوقات التي قد تقررت عند المسلمين صغيرهم وكبيرهم، عالمهم وجاهلهم، وأخذوا ذلك عن نبيهم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله‏:‏ ‏"‏صلوا كما رأيتموني أصلي‏"‏ ودل قوله‏:‏ ‏(‏عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) على أن الصلاة ميزان الإيمان وعلى حسب إيمان العبد تكون صلاته وتتم وتكمل"

حسناً ، ماذا عن المأموم الذي يريد أن يتأخر الإمام حتى يدرك الصلاة؟
و ماذا عن الإمام الدائم التأخر عن وقت الصلاة المحدد؟ و ماذا عن الإمام الذي يقول فلننتظر أبو فلان حتى يأتي والله أعلم ان هذا الإنسان محاسب فهو مقصر بإتباع الآية الكريمة ، هذا بالإضافة للعطلة التي تعطلها المصلين الآخرين.

أما بالنسبة لظرف المكان، فلننظر كيف ينظمنا الاسلام في طريقة وقوفنا في صلاة الجماعة. ففيها الكثير من الحكم و القيم في التنظيم، فينادي الإمام بالنظام الصفوف كل صلاة 5 مرات في اليوم و كأنه أسلوب للتربية بالتكرار. و لهذا تقف الصفوف بكل انتظام و ترى النظام العجيب في الحرم المكي حيث يأتي من حول العالم أفواج البشر من مختلف الثقافات، فكيف نظمهم الإسلام. و هي قيمة التنظيم بشكل جماعي. إلا أنه ما إن يهم المصلين بالخروج من المسجد حتى تبدأ الفوضى و التسارع، فأين ترتيب الصفوف النظام الذي كان قبل قليل؟

هنا يأتي دور التنبه ليس فقط إلى أداء الشعائر بل الحكمة منها و كيف نجعلها أنعكاساً إيجابياً على حياتنا. أما من ناحية الصلاة فسينعكس على التزامنا بالوقت و انتظام الحركة و الوقوف كجماعات ، و حتى في الشوارع و هي حكم نستطيع أن نستخلصها والله أعلم

ليست هناك تعليقات: