30‏/09‏/2010

تجربتي في إدارة النادي السعودي في القولد كوست

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله .. أما بعد ،،

في فترة انتخابات الأندية الطلابية السعودية في استراليا ـ حالياً فترة إنتخابات ٢٠١١ـ أحب دائماً أن أكتب شيئاً قد يكون دافعاً لشخص ذو رؤية و طموح للترشح كرئيس أو للإنضمام للهيئة الإدارية فقد كتبت في السابق ثلاث مقالات تم نشرها في موقع حملة انتخابات الأندية السعودية لعام ٢٠١٠ أولها "فترة من حياتي : النادي السعودي في القولد كوست" و الثانية "لماذا ترشح نفسك أو تنضم للهيئة الإدارية" و الثالثة "صوتك لمستقبل ناديك".

أشارككم هذه المرة تجربتي المتواضعة مع النادي السعودي في القولد كوست في أستراليا و ذلك تلبيةً لإقتراح أخي العزيز  د. عبدالعزيز البريثن. و قبل أن أبدأ الحديث عن رئاسة النادي لعام 2009 أود التحدث و إلقاء الضوء على نبذة بسيطة عن النادي السعودي في القولد كوست. فقد أُسُس النادي في عام 2005 تقريباً و هو أول نادي يتم الاعتراف به رسمياً في أستراليا من قبل وزارة التعليم العالي. وقد تميز النادي كثيراً خلال هذه السنوات الماضية و كان الرقي و التميز طابعه و ديدنه و ذلك بأسلوب تصاعدي في كل سنة و عاماً تلو عام ، و مازال النادي في تطور و تميز و رُقي حتى يومنا هذا و الحمدلله.

و الحقيقة أنه لم يتقدم أحد للتطوع لرئاسة النادي السعودي في القولد كوست لعام 2009 في الفترة التي حددتها الملحقية الثقافية في أستراليا. على الرغم من تميز النادي في الأعوام السابقة ، قد يرجع البعض هذا لأن يكون سبباً رئيسياً لعدم ظهور اسم مرشح في فترة دورة الانتخابات عام 2009. فتميُز النادي يُحمِّل المرشح الكثير من الضغوط لاستمرار النادي على نفس السياق بل أعلى و ذلك بسبب التطور التصاعدي للنادي،

شجعني كثير من الإخوان للترشيح لرئاسة النادي السعودي في القولد كوست لعام 2009. وبالرغم من علمي بصعوبة المهمة إلا أنني تشجعت و سعيت لإخلاص النية لله سبحانه ثم تحمل المسؤولية و محاولة الرقي بالنادي السعودي و الوصول به إلى أعلى ما يمكن خلال سنة واحدة فقط.

بالفعل تم تكليفي برئاسة النادي رسمياً في بداية شهر نوفمبر 2008 و بالأخص لتغطية عدم تواجد أي مرشح لرئاسة النادي في دورة 2009، و لا أخفي عليكم أن تواجدي كمبتعث من عام 2005 في أستراليا في برزبن و ثم في القولد كوست لعام 2008 يسّر لي مُلاحظة طريقة عمل و إدارة النادي السعودي في برزبن ، و من ثم المشاركة مع نادي القولد كوست كمشرف تقني و مؤسس و رئيس لرابطة تقنية المعلومات في القولد كوست. و هذا كان له دور كبير في إثراء طريقة إدارتي للنادي السعودي في القولد كوست لعام 2009. فقد تعلمت الكثير من : الإخوان/ علي الشامي و طارق الزهراني و ماجد العتيبي رؤساء النادي في برزبن في العام 2005- 2008 ، وكلاً من الإخوان / هشام الصغير و فهد دغريري و وئام تونسي رؤساء النادي السعودي في القولد كوست لنفس الفترة ،،، خصوصاً أن المدينتان تميزتا بتواجد رؤساء أندية حريصين و مبدعين في سنوات عرفت أيضاً التنافس الأخوي الجميل بين أندية المدينتين و الذي كان له دور فاعل في التقدم السريع لأنشطة هذا النادي و ذاك.

نظراً لقرب المدينتين الجغرافي فقد حصل ترابط وثيق بين مبتعثي القولد كوست و برزبن و هذا ساعدني للإطلاع على نشاط القولد كوست و إن كنت في برزبن في تلك الفترة هذا بالإضافة إلى قربي و معرفتي الشخصية لإخواني الأعزاء رؤساء أندية القولد كوست هشام و فهد و وئام.

و بحكم تخصصي (نظم المعلومات) و مطالعتي واستشارتي للعديد لمن لهم سابق خبرة ، تكونت لدي أفكار عن أساسيات مهمة في الإدارة و طرق تحفيز زملائي و إخوتي و أخواتي أعضاء الهيئة الإدارية و أعضاء النادي الكرام. و قد تبين لي أنه لا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال شعارات خمسة مهمة جداً في تنظيم أمور النادي الداخلية و منها "اللامركزية و التخطيط و الشفافية و التعاون و التكامل". 
   
فـ"اللا مركزية" و مشاركة اتخاذ القرار و احترام رأي المخالف ، هي من أهم الأمور المحفزة في تنفيذ القرار و الذي حرصنا على أن يتم مناقشته في بدء الأمر وقبل وضع الخطط النهائية. حيث أن أهداف النادي و استراتيجياته تم بحثها مع العديد من أعضاء النادي و ذلك قبل الإعلان عنها و مشاركتها. و هذا بالإضافة إلى أن جميع خطط النادي تمت مناقشتها مع أعضاء الهيئة الإدارية في وقت مبكر جداً من عام 2009 و ذلك قبل الإعلان عنها في موقع النادي. وقد قيل لنا (أعضاء الهيئة الإدارية) أن النادي يكاد أن يكون مجموعة من الأندية مجتمعة و ذلك بسبب اللا مركزية التي تمتع بها النادي. 

و لربما أن "التخطيط" المسبق قد ساهم أيضاً بشكل كبير في توضيح مهمات أعضاء الهيئة الإدارية و الذي أدى إلى التقليل من الأخطاء و أدى إلى سير عمل النادي بشكل منظم و مرتب. حيث أن "الشفافية" أيضاً كان لها دور مهم فبالإعلان عن جميع أهداف النادي و خططه و حتى ميزانيته و مصروفاته عَلِم الجميع قدرة النادي و على دور كل عضو من أعضاء الهيئة الإدارية أو من أعضاء النادي للمساهمة في تنفيذ هذه الأهداف و الخطط. هذا و بالإضافة إلى "التعاون" بين أعضاء الهيئة الإدارية و تطوع العديد من أعضاء النادي و التكرم بمشاركتهم في تنفيذ خطط النادي. فعند قدوم مناسبة معينة (كنشاط "سفراء وطن" مثلاً) شارك معظم أعضاء الهيئة الإدارية في تنفيذه و تعاون معهم أعضاء النادي و ذلك ليظهر هذا الحدث بشكل مشرف. و الحقيقة أنه بفضل و توفيقه رفعنا هذه الشعارات الخمسة أثناء تنظيم و تنفيذ أنشطته نتج عنها أكثر من مئة برنامج ونشاط خلال السنة تم تنفيذها بإتقان وتقديمها بجودة عالية.

إلا أنه قد يحصل في بعض الأحيان أن ينشغل أحد أعضاء الهيئة الإدارية أو يحصل ظرف يمنعه من تأدية دوره إلا أن التكامل بين أعضاء الهيئة الإدارية و مشاركة أعضاء النادي ساهم كثيراً في تغطية أي نقص يحصل. و الحقيقة أنني لمست من أعضاء الهيئة الإدارية كل حرص و رغبة في تأدية كلٌ لدوره و قد حصل لي ظرف منعني من التواجد في الفترة الأخيرة من سنة 2009.

و حيث أنني أرى أن رئاسة النادي مسؤولية كبيرة يجب أن يتحملها من قام بالتطوع لها فإنني كنت حريصاً جداً على التواجد "إلكترونياً" إن صح التعبير و ذلك بالتواجد بالفكر و بالتواصل مع الجميع من خلال المراسلة أم من خلال الرسائل الصوتية و مقاطع الفيديو و ذلك لأنني كنت أحمل همّ تحقيق الأهداف التي من شئنها الرقي بمن حولنا. فعدم التواجد لم يمنعني من "التواجد" مع أخوتي و أخواتي أعضاء النادي الكرام و أعضاء الهيئة الإدارية والذين أكن لهم جميعاً كل الاحترام و التقدير. و أصدقكم القول بأن إدارة النادي من بُعد كانت مجهدة و تتطلب وقتاً أكثر من إدارتها في أثناء تواجدي في القولد كوست.

أما بالنسبة للصعوبات التي واجهتها في أثناء هذه الفترة فهي عديدة و منها الظروف العائلية التي تعرضت لها، و أيضاً عدم صرف ميزانية جديدة للنادي حتى منتصف السنة تقريباً ـسوى مبلغ قليل تسلمناه من إدارة النادي السابقة ـ إلا أن هذا دفعنا كأعضاء في الهيئة الإدارية لمحاولة إقامة عدد أكبر من الأنشطة في تلك الفترة حتى و إن تحملنا بعض التكاليف من جيوبنا الخاصة -لحين صرف الميزانية- و ذلك لإثبات قدرة النادي و إعادة الثقة له في هذه السنة. و الحمدلله قد نجحت هذه الخطة و أثبت النادي جدارته و صرفت الملحقية الثقافية في كانبرا مبلغ جيد للنادي و ذلك لإكمال مسيرة النادي حسب الخطة و التي تم اعتبارها ناجحة و لله الحمد.

في النهاية تم تقييم أنشطة الأندية الطلابية في استراليا و عددها ١٢ نادي ضمن شروط عديدة منها عدد الأنشطة و أثرها على محيطها و جودتها و تنظيم النادي الداخلي. و قد حصلت على جائزة أفضل رئيس نادي السعودي في أستراليا  لعام ٢٠٠٩ و قد تم دعوتي لإستلام درع التميز في شهر جولاي ٢٠١٠.

و هذا رابط الخبر و بعض الصور لهذه المناسبة :-
إبراهيم أبونادي يستلم درع التميز من سعادة الأستاذ حسن طلعت ناظر سفير المملكة  في أستراليا
إبراهيم أبونادي يستلم درع التميز من الملحق الثقافي في أستراليا الدكتور علي البشري

ختاماً فإن أي نجاح للنادي لفضل الله و إعانته و توفيقه  أولاً، ثم بمن قدم مساعدة لي أو للنادي و هم أشخاص كِرام تشرفت بالعمل معهم في القولد كوست و في الملحقية الثقافة. و لهم أقدم خالص شكري و تقديري و لجميع أعضاء الهيئة الإدارية و أعضاء النادي الكرام على كرمهم بالتواجد و التكرم بالمساعدة في تنفيذ رؤية تشاركنها منذ البداية. و الله الموفق و تحية طيبة للجميع.

هناك 12 تعليقًا:

حسن الحازمي يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسال الله ان يجعل كل ما قدمت وتقدم في ميزان حسناتك وان يضاعف الله لك ولك عامل الأجر والمثوبة

Ibrahim Abu Nadi يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخي الكريم ابوالمعتصم و اشكر لك الدعاء و أدعوا لك الله بالمثل و أكثر بإذن الله.

ظافر الجلفان يقول...

بالفعل كانت ولا زالت تجربتكم رائعة ومميزةبل اجزم ان تجربة الاندية في استراليا هي تجربة فريدة فرضت نفسها على واقع الابتعاث اتمنى ان تستمر الجهود لاستثمار هذا المنتج الوطني الرائع من خلال الجرأة في اتخاذ القرار وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة والعمل مع الاندية على انها شريك في النجاح والانجاز وليس تابع له، ومتى ارتقى تعاملنا مع الاندية وهيئاتها الادارية من مرتبة التابع الى مرتبة الشريك فسوف نحصل على نتائج ممتازة في الاداء ولعل تجربة الاعوام 2008 و2009 في مسيرة الاندية في استراليا ونيوزلندا خير شاهد. اتمنى للجميع التوفيق

dakeelallh يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله أن صارت تجربتك في رئاسة النادي مثمرة ومفيدة وخاصة مشاركة المرأة لأول مرةفي النادي كانت تجربة مفيدة لهن وهن نصف المجتمع واسأل الله أن ينفع بك ويجعلك عضواً فاعلاً في مجتمعك بين أهلك والله من وراء القصد

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
بارك الله فيك ابو آيات وجعل الله كل ماقدمته في ميزان حسناتك وقد لاحظت اعضاء النادي ثمار تخطيطك و ادارتك.
رئيس جمعية طلاب CQU قولدكوست
ابراهيم العبيد

ماجد القثامي يقول...

مقالة رائعة اخوي إبراهيم ... شكرا على حسن الظن ... كانت الإستفادة متبادلة فتجربتك في إدارة نادي القولد كوست كانت رائده وإستفدنا منكم كثيرا ... تقبل تحياتي

Ibrahim Abu Nadi يقول...

حياك الله ابوعبدالله تشرفت مدونتي بك و بباقي الأخوان جميعاً ، و لمسنا منك تفعيل دور الأندية بشكل كبير و الرقي بالنشاط كان شيء واضح في أثناء فترة إدارتك فشكراً لك.

ابوعبير وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شرفني مرورك بالفعل و نشاط أنا أمرأة المتميز كان أحدى الأنشطة و التي أقترحتها لأعضاء الهيئة الإدارية و زرعت الفكرة لإيصالها للأخوات من خلالهم و أهتتمت بها كثيراً خصوصاً بدعوة الحضور سواء من موظفي الجامعة أم موظفي السيتي كاونسل أم من خلال الدكتور أروى الغلاييني ولكن تركت النشاط بفكرته و تخطيطه لإبداع نصف المجتمع الآخر خصوصاً أنه أول نشاط من نوعه للأندية الطلابية ولأن فيه مشاركة نسائية بما يراعي تعاليم الدين

Ibrahim Abu Nadi يقول...

ابوشيخة و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تشرفت بتواجدك و العمل معك في النادي فأنت رائع في خلقك و التعامل سلسل سهل مع قوة في الشخصية و إلتزام بالمسؤولية فشكراً لك.

حياك الله اخي ماجد
و قد كنت متابع لك في ادارتك فقد اتخذت الكثير من الخطوات الجريئة و المهمة مثل تسجيل النادي بشكل رسمي لدى السيتي كاونسل الأسترالي و الكثير من الأمور التي مازال النادي في برزبن يستفيد منها.
شاكر لك و مقدر مرورك الكريم

غير معرف يقول...

السلام عليكم

اشكرك على ما كتبت فعلا كنت رمز للتضحيه للمصلحه العامة و كلنا نعرف الظروف القاسية التي مررت بها لكنك اثبت انك قيادي من الدرجة الاولى

اتمنى لك المزيد من التوفيق

اخوك

احمد الصالح 

Ibrahim Abu Nadi يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخي احمد تشرفت بمرورك وهي فترة و عدت الحمدلله بخيرها و بشرها و تعلمنا منها الكثير

وفقنا الله و اياك

غير معرف يقول...

عظيم ، لقد وجدت ما كنت أبحث عنه

غير معرف يقول...

لدينا قليلا من صعوبة في الاشتراك في آر إس إس ، وعلى أي حال لقد تميز الكتاب في هذا الموقع العظيم ، ومفيدة للغاية بالاضافة الى مليئة المعلومات.