07‏/01‏/2011

مشروع قطار القولد كوست

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله 


لن أتحدث في هذه المقالة عن تكلفة القطار و ميزاته و سرعته و .. إلخ من الأشياء التي تزخر بها المقالات الصحفية في المملكة عن مشاريع القطارات. حيث أتوقع أن القراء قد سئموا هذا الأسلوب من الكتابة، ولكن سأتحدث عن كيف تعاطت السيتي كاونسل الأسترالية في القولد كوست -الحكومة المحلية- مع سكان القولد كوست قبل البدء بهذا المشروع. ولمن يرغب "بالأرقام" فهي موجودة على الموقع الرسمي للقطار الصغير.



سبب كتابة هذا الموضوع هو أنني أرغب أن أطرح مثال قد نستفيد منه في يوم ما في طرق التوعية لمثل هذه المشاريع و أثرها على المجتمعات المحلية. خصوصاً أن مشروعاً كهذا سيؤثر في حياة الناس و ذلك على عدة أوجه. فتخيل لو تم تطبيق المشروع بشكل مفاجيء من غير "إحم ولا دستور" كما يقول إخواننا المصريين. ربما كانت ردة الفعل ستكون كما حصل عندنا في مشروع صناديق البريد الذي حطمها البعض أعتقاداً خاطئاً منهم  بأنها "وسائل للمراقبة"؟؟؟.

لذلك أخذت الحكومة المحلية الأسترالية في القولد كوست على عاتقها مشروع توعية السكان بالمشروع و ذلك قبل البدأ بأي خطوة. و من أول ما وصلني عن المشروع هو على البريد -أكثر الطرق استخداماً للتواصل بين الحكومة و السكان- و الذي كان عبارة عن بروشور مفصل بالمشروع و أثره على الساكن و متى تكون بداية المشروع و نهايته.


و عند البدأ بالمشروع وصلني بروشور آخر بعنوان "Work Notification" أي تنبيه ببدأ العمل و هي المرحلة التي فيها يبدأ الأثر الحقيقي على الشوارع من تواجد للمعدات و إغلاء للشوارع و "الزحمة". طبعاً يشمل البروشور "العالي الجودة" تفاصيل بالصور عن المشروع. بالإضافة إلى ذلك -مايهم الساكن في هذه المرحلة- و هو ما هو أثر المشروع على الساكن و ما الذي سيحدث للشوارع من تغيرات، و التغييرات في إتجاهات باصات النقل العام و المواقف. بالإضافة إلى ذلك ملخص بسيط عن فائدة المشروع و أثره و خريطة مفصلة عن المشروع. طبعاً هناك تفاصيل الإتصار بمدير المشروع و موقع الإنترنت الخاص بالقطار الصغير.

أما بالنسبة لموقع الإنترنت  ففيه كل ماقد تحتاج لمعرفة أي شيء عن المشروع، حيث أن المعلومات المعروضة ليست "ملخصات" بل هي تفاصيل كاملة عن المشروع و في هذه الصفحة تجد دراسة كاملة شاملة -كأنها بحث دكتوراة- متوفرة للجميع على الإنترنت. 

أود أذكر معلومة بسيطة و هي أن القولد كوست ليست من المدن الأسترالية الرئيسية ، والمشروع  ليس ضخماً فهو مشروع صغير نوعا ما يربط أطراف القولد كوست ببعضها و هنا سأكتفي بهذه التدوينة آملاً أن نستفيد من تجارب الآخرين حتى لا يحدث لدينا "تحطيم" للمشاريع التي لها فائدة لبلادنا. و أترك لكم فيديو عن المشروع.

هناك تعليقان (2):

خالد الرحالي يقول...

تدوينة رائعة والمقاومة ضد المشاريع مشكلة كتبت فيها مجموعة من المقالات الأكاديمية الرائعة ولقد تعجبت من حجم الخسائر بسبب هذه المقاومة والتي تكون عنيفة بعض الأحيان كما حدث في مشروع البريد السعودي وكذلك قطار الحرمين والطريقة التي ذكرتها في تدوينتكم هى إحدى الطرق المتبعة لتفادي وقوع مثل هذه المقاومة اختم تعليقي بملاحظة مهمة أذا كان المواطن يفقد ثقته في القائمين على هذه المشاريع فمن الصعب إستخدام هذه الطرق ولدي الحقيقة الكثير في هذا الموضوع خصوصاً مشاريع IT

Ibrahim Abu Nadi يقول...

شكراً ابوعائشة
بالفعل ان لم يفهم الناس هذه المشاريع قد تفقد روحها و ينقلب منفعها الى ضرر